اعلموا – رحمكم اللَّه تعالى – أَن المسلمين بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَسَمَّ أفاضلهم فِي عصرهم بتسمية علمٍ سِوَى صحبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إذ لا فضيلة فوقها، فقيل لَهُم: (الصَّحَابَة).
ولما أدركهم أهل العصر الثَّانِي سمى مَن صحب الصَّحَابَة (التابعين)، ورأوا ذَلِكَ أشرف سمة، ثُمَّ قيل لمن بعدهم: (أتباع التابعين).
ثُمَّ أختلف النَّاس وتباينت المراتب؛ فقيل لخواص النَّاس مِمَّن لَهُمْ شدة عناية بأمر الدين: (الزهاد والعباد).